في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها المقدسي في مدينة القدس من تهويد وغلاء واستعمار ثقافي ونفسي، تظهر الجمعيات الخيرية لتخفف من حدة الموقف ولتساعد المقدسي على أن يقف على قدميه من جديد ولتخبره بأنه ما زال هناك أمل بالحياة الكريمة الهنيئة البعيدة عن الاتكال والاعتماد على ما "يقدمه" العدو، وخاصة في اعتماد المقدسي على ما يسمى بخدمات “إسرائيل ” في مجال الإسعاف ، فالمقدسي بشكل خاص يعاني من نقص في الكثير من الخدمات وعلى رأسها خدمات الاسعاف، وربما كان هذا هو الدافع الأساس لظهور جمعية نوران التي ساهمت وبشكل فعال في تقديم خدمات الإسعاف لسكان مدينة القدس. فاسم نوران الذي تلألأ في سماء القدس، خاصة في أيام وليالي شهر رمضان الفضيل أصبح الآن من أشهر أسماء الجمعيات الخيرية في مدينة القدس ، فالمجهود الذي قدمته نوران لأبناء مدينتنا الحبيبة ليس بقليل ، والتوعية الصحية لحقوق المواطن المقدسي الذي حددته نوران هدفاً من أهدافها ليس بذلك الهدف اليسير، في ظل الظروف المحيطة بمدينة القدس سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو حتى اجتماعية، فهذه الظروف ليست بتلك التي تشجع الفرد المقدسي وتطور من قدراته . فالمواطن المقدسي مكبل بكثير من القيود ، ولكن بالرغم من كل هذه القيود التي تحد من صلاحيات المقدسي وتقلل من إنجازاته إلا أن هناك شباباً متطوعين بجهدهم وجل وقتهم رفضوا هذا الواقع وأصروا على تغييره إلى الأفضل، فهم على أمل كبير بالله في تغيير هذا الواقع المليء بالمآسي إلى واقع مفرح وجميل ...
15-12-2008