كلنا يعلم بمدى أهمية العمل التطوعي وتأثيره الإيجابي المترتب على منفعه الغير. إما بدرء مفسدة أو جلب مصلحة. بدون إكراه أو إلزام ..وكلنا يعلم أيضاً بأن هذه الثقافة الجميله التي إحتضنها الإسلام لقرون طويله باتت في عصرنا الحالي مهددة (بالإنقراض والتلاشي ) وبالأخص في دولنا العربية. أما في أوروبا فهي بإزدياد متنامي ..
المكانه المرموقة التي كان يحتلها العمل التطوعي على مر العصور في منظومه الفكر الإسلامي يجعلنا نتسائل ..العمل التطوعي الآن في عالمنا العربي إلى أين يتجه ؟؟؟
إرتبط التطوع بالإسلام وأتصل به إتصالا وثيقا ..وأُعتبر جزء مهماً من العقيدة الإسلامية ..حتى إن بعض الفقهاء يعتبره (فرض كفاية ) ..وواجب على كل مسلم بتقديم يد العون للغير ما أمكن إبتغاء وجه الله تعالى حتى ولو بإبتسامة في وجه أخيه ..
دُهشت اليوم عندما قرأت عن الأحصاءات الغربية لعدد المتطوعين الغربيين..تصوروا في دولة أوربية واحدة عدد متطوعيها يفوق الدول العربية من المحيط إلى الخليج ..وأعداد الجمعيات الخيرية لديهم تتنامى بإزدياد ملحوظ ..بينما نحن العرب الذين نعاني من إحتلال لشعوبنا ومن مشاكل عديدة ..سياسية وإجتماعية وثقافية وحتى مادية يأخذ العمل التطوعي بالتدني شيئاً فشيئاً بوقت نحن بأشد الحاجة إليه ..
لماذا لا تدعم الحكومات العربية الجمعيات الخيرية مادياً وإعلاميا ؟؟..لماذا لا تشد على إيدي المتطوعين وتحفزهم وتشجعهم ..كي تجعل شعله الحماس متقدة لديهم ؟؟لماذا لا يكون هناك تحفيز لتلك القدرات الهائله وكسبها وتوظيفها بشكلها الصحيح لصالح المجتمع ككل؟؟ مع ثقتي الكبيرة بأن هناك آلاف آلاف المتطوعين يقدمون خدماتهم وعونهم للغير على حساب أنفسهم ومن جيبهم الخاص ..
نحن بحاجه إلى تفعيل دور العمل التطوعي ..ضمن منهجية واضحه دون رتوش أو تجميل من قبل المؤسسات الحكومية ..بحاجة إلى دعم حقيقي ..لأنه ومن المؤسف والمخجل حقاً عندما تقع إحدى الدول العربية في كارثة طبيعيه أو معاناه ..أن تهرع إلينا الجمعيات الخيرية الغربية بدل الجمعيات العربية .
