مقالات وأراء

	مذكرات إنسان
بقلم ناصر إزحيمان
أحبائي أعزائي بعد التحية والسلام ولهفة الشوق والحرمان من ظلم بعض من يعيشون في هذا الزمان ها هي يداي تكسر ذاك القيد الذي منع من القلم التراقص بين أصابعي لأخاطبكم عبر الأوراق المسطرة ولا مسطرة تلك الأوراق التي كانت تحمل بين ثنايا صفاحاتها شوقي وحنيني لكم و بعد أن حطمة يداي ذلك القد بدأت أناملي تتراقص من جديد على الاوراق تناجيكم  تحيكم تخاطبكم برغم الصعاب وقساوت  القيد الذي أدما معصمي أجل أجل  أكتب أيها القلم أرسم على تلك السطور شوقي وسلامي لهفتي وحنيني أكتب و كل ما يمليه عليك فؤادي ترجم أحاسيسي بذلك الخط الذي يحمل بين ثناياه أحاسيسا يصعب على اللسان النطق بها أرسم لهم معانتي أنقش على تلك الأوراق كل ما خطر ببالك  . أخبروني عن الحال عن الأهل والاصحاب ماذا جرى وماذا حدث منذ أن غادرتكم .  كيف حال أبي ( أعلم ان الزمان أذاقه المر وكسى شعره ولحيته بالبياض ) أخبروه بأنني بخير لتجف دموعه بعض الشيء اه اه اه اه اه  . كيف حال أمي ( أعلم إن عيونها لا تزال تمطر دموعا ) أخبروها بأنني بخير وسوف أعود يوما ( أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي  ) اه اه اه اه اه . كيف حال أخي ( أعلم انه أصبح شابا قوي البنية مكسور الجوانح ) داوو جراحه طمئنوه عني اه اه اه اه اه . كيف حالكم انتم الا زلتم تذكرونني ألا زلتم تلعبون في نفس المكان ام انه غير . أخبروني  عن تلك الفتاة التي تراسلني من هي وكيف وصلت إلي ومن أين تعرفني ترسالني برسائل شوق تطمئني عنكم تخبرني عن الأحوال ومع كل رسالة  تصلني منها مرفق باقة من زهور حديقتي  ( النرجس والفل وفي بداية الربيع لا تنسى شقائق النعمان وأزهار الأقحوان ) من هي من هي  كل الرسائل موقعة بإسمها أسم حاولت البحث عن معانيه فوجدتها كثيرة هذا الإسم من من خمسة حروف أولها  نون وأخرها نون وبين النونين أحرف ثلاثة أن جمعتها أصبحة نوران  هل أنا أعرفها . لها عنوان كبير في هذا الوطن الصغير كما هو مدون على كل المغلفات من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس حتى في عيد  ميلادي أرسلت لي  ساعة  هذه الساعة تخبرني عن موعد وصول الرسائل . إمنحوني بضع دقائق لأرد على الهاتف  لن أتأخر . أنا : ألو السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة . عبر الهاتف يرد صوت باكيا أجل  أجل  أعرفه  عرفت صاحب ذلك الصوت  أنه صاحبي  ( ؟؟؟؟ ) صاحبي  : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة  أنا : كيف الحال وبين تلك الحروف زخات من أمطار العيون ؟ صاحبي : الحمد لله كيف حالك ؟ أنا : باكيا دامع العين جريح الفؤاد بصوت معذب أقول مشتاق . وتمر الدقائق ونحن نتحاور ونتسائل ونواسي بعضنا الأخر إلى أن دواى أسم نوران بين تلك الأسماء التي ذكرت ومنه علمت ان نوران أسم أطلقه بواسل هذا الزمان هؤلاء البواسل هم من كنا نلعب سويا في ساحات و أزقة وشوارع عنوانها بيت المقدس و أكناف بيت المقدس هم أصدقائي هم أحبائي . هؤلاء الصبية  الذين كانوا في الامس أشبالا واليوم  أسودا  لديهم رسالة  ذو قيم وعقائد يحاربون الصعاب لتصل الرسالة إلى كل العالم لكل من يدافع عن معنى الإنسانية ليزرعوا  الحب والمودة بين الناس بدلا من الحقد والكره الذي خلفته أليات أشخاص ليسوا من البشر وما كانوا منهم . وها هي السنين تمر عشر أعوام و عشرة أخرى لأعود إليكم أحبتي شيخا هرما كسى الشيب شعري ولحيتي وفي يدي عصا كعصى موسى ظننتها ولكنها كانت أيادي هؤلاء البواسل الذين طالما إنتظروني  بدموع الفرح وزغاريد الاعراس إستقبلوني  أهلي وأحبتي  ذبحت الخراف وأقيمت الولائم  وحفلا ساهرا رقص فيه كل  أحبتي كان شيخا كان شابا أو كان فتى لم يتحاوز عمره سن البلوغ  وحتى أنه يحكى بأن الأطفال الذين تحضنهم أمهاتهم  إرتسمت على شفاههم أبتسامات فرح  وكل هذا ما كان ليكون لولا ذاك الإسم الذي هو نوران معقل هؤلاء البواسل الشجعان الذين لهم مني أجمل التحيات وإنني لأطلب منكم جميعا لنقف تحية فخر وإعتزاز لهؤلاء  البواسل  . مع كل تحية شوق ومحبة

  اال